عملت الفواعل السياسيّة الفلسطينيّة داخل الخطّ الأخضر على تعزيز الهويّة الوطنيّة، ونشأت في العقود الأخيرة أحزاب وحركات سياسيّة لم تكتف بتأكيد الهويّة الوطنيّة المشتركة، وإنّما اعتبرت قضيّة فلسطينيّي الخطّ الأخضر جزءًا لا يتجزّأ من عموم القضيّة الفلسطينيّة ومن حلّها.
هيمن لسنوات خطاب وطنيّ يرفض الأسرلة، كما يرفض التملّق وانهزام النفوس، وقد برزت في المقابل خلال السنوات الأخيرة، وفي ظلّ ضعف المركز السياسيّ الفلسطينيّ داخل الخطّ الأخضر، نماذج جديدة قديمة من العربيّ الساعي إلى الانخراط في المؤسّسة الإسرائيليّة وإن رفضته، ذلك الّذي يقايض الحقوق القوميّة والجماعيّة بالحقوق المدنيّة.
هذه النماذج، على قلّتها، وجدت لها دفعة جديدة وتعزيزًا في أعقاب تصاعد وتشديد سياسات الملاحقة الإسرائيليّة ما بعد السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) 2023، حيث تعدّت ملاحقة النشاط والمواقف السياسيّة لتصل إلى ملاحقة المشاعر والتضامن والتعاطف بين أبناء الشعب الواحد. هذا المشهد يعيد إلى الأذهان ممارسات الحكم العسكريّ الّتي أنتجت في حينه نماذجَ متعدّدة من المقاومة الفلسطينيّة، أو من سياسات البقاء بالتوازي مع نموذج ’العربيّ الإسرائيليّ المتملّق‘ الّذي يسعى إلى إرضاء السيّد.
في هذا الصدد، ننشر الفصل الّذي كتبته الدكتورة عرين هوّاري، بعنوان «السيّدة كيرن كييمت: تشكّل هوّيات رجوليّة فلسطينيّة في ظلّ الحكم العسكريّ».
العنوان:
