big-img-news
بواسطةMada Admin | 12 يوليو 2023

صعود أقصى اليمين واليمين الشعبويّ في إسرائيل

عقَدَ المركز الفلسطينيّ للدراسات الإسرائيليّة "مدار"، وَ "مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة"، والمركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة "مدى الكرمل"، وبرنامج ماجستير الدراسات الإسرائيليّة في جامعة بير زيت، يوم السبت الـ 8 من تمّوز /يوليو (2023)، يومًا دراسيًّا بعنوان "صعود أقصى اليمين واليمين الشعبويّ في إسرائيل: قراءة في الأسباب والمعاني والإسقاطات"، وذلك في حرم "جامعة بير زيت"، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميّين.

ناقش اليوم الدراسيّ الجوانب المختلفة المتعلّقة بصعود أقصى اليمين واليمين الشعبويّ في إسرائيل، وتطرَّقَ إلى أسباب صعود اليمين في إسرائيل وأدوات عمله المختلفة، إلى جانب الرؤى الأيديولوجيّة والفكريّة التي تقف خلف حركاته السياسيّة. علاوة على ذلك، تطرّق اليوم الدراسيّ إلى تأثير هذا الصعود على القضيّة الفلسطينيّة، وعلى الصراع بعامّة، محاولًا استشراف الاتّجاهات التي قد يدفع إليها صعودُ اليمين وسيطرته على مفاصل الحكم في إسرائيل، وقيادته للمشروع الاستعماريّ.

وتوزَّعَ اليوم الدراسيّ على ثلاث جلسات، فضلًا عن مُحاضَرة افتتاحيّة وتمهيديّة قدّمتها المديرة العامّة لمركز "مدار"، د. هُنَيْدة غانم، تحت عنوان "صعود أقصى اليمين الجديد في السياق الاستعماريّ الاستيطانيّ: الخلفيّة والمعاني والمشروع"، وقدّمت خلالها شرحًا مفاهيميًّا عن نشأة اليمين الجديد وصعوده عالميًّا -ولا سيّما في أوروبا- قبل أن تنتقل إلى تجربة اليمين الإسرائيليّ، مشيرة إلى الترابط الوثيق بين الاثنين، وإلى خصوصيّة اليمين الإسرائيليّ التي تنبع من الشرط الاستعماريّ.

جاءت الجلسة الأولى تحت عنوان "قراءة في الواقع السياسيّ الإسرائيليّ الراهن"، وشارك فيها الباحثان د. امطانس شحادة، ورازي نابلسي، والمحامية سوسن زهر. ركّز د. شحادة في مداخلته على الأبعاد الاقتصاديّة لصعود اليمين؛ وتحدّثت زهر عن التغييرات التي يحاول اليمين القيام بها في المجال القضائيّ، وعلاقة ذلك بتحقيق رؤية "أرض إسرائيل". أمّا نابلسي، فتحدّث عن التحوُّل في الخارطة السياسيّة الإسرائيليّة.

وكانت الجلسة الثانية تحت عنوان "دوافع وإسقاطات هيمنة اليمين"، وشارك فيها الباحثون كريم قُرط وأشرف بدر ولميس فرّاج؛ فقدّم بدر قراءة نقديّة لصعود اليمين، وركّزت فرّاج على تأثير سياسات اليمين الإسرائيليّ الاقتصاديّة على السلطة الفلسطينيّة، وقدّم قُرط قراءة في "خطّة الحسم" التي كتبها وزير الماليّة والوزير في وزارة الأمن، بِتْسَلْئيل سْموطْرِيتْش.

أمّا الجلسة الثالثة والأخيرة، فكانت تحت عنوان "الفكر اليمينيّ ما بين الماضي والحاضر"، وشارك فيها الباحثون سلام أبو شرار، ووليد حبّاس، وعبد القادر بدوي، وعلاء سلامة. تحدّثت أبو شرار عن الخيال في أيديولوجيا اليمين المتطرّف، وتحدّث حبّاس عن تيّار "الحردليّة" في اليمين وقناعاته وأهمّ مميّزاته. أمّا بدوي، فتحدّث عن جمعيّات اليمين وطموحها إلى خلق هيمنة جديدة في إسرائيل. واختُتِمت الجلسة واليوم الدراسيّ بعرض قدّمه سلامة عن العلاقة بين اليمين الجديد والتيّار الإﭬـنجيلي.

اُستُهِلّ اليوم الدراسيّ بكلمة لعميد الدراسات العليا في جامعة بير زيت د. أحمد أبو هنيّة، ألقاها بالإنابة من رئيس الجامعة د. بشارة دوماني، أكّد فيها أهمّيّة دراسة أعماق الكيان الصهيونيّ، باعتباره جزءًا من النضال الوطنيّ، موضِّحًا أنّ الجامعة لم تَأْلُ جهدًا في هذا المجال منذ نشأتها. وأوضح أنّ "المؤتمر جاء كجزء من مشاركة الجامعة في الواقع الفلسطينيّ بشكل خاصّ، والمشاركة العربيّة والإقليميّة والدوليّة عبر توضيح أبعاد القضيّة الفلسطينيّة والكيان الصهيونيّ، الذي يحاول تغيير جغرافيّة وتاريخ فلسطين، من خلال التحوُّل الحاليّ في الحكومة الإسرائيليّة من صعود اليمين الشعبويّ إلى سُدّة الحكم، وغطرسة المستوطنين الذين قاموا بتشجيعها".

وتحدّث ممثّل "مدى الكرمل"، د. امطانس شحادة، عن دَوْر اليوم الدراسيّ في تشبيك الجهد البحثيّ الفلسطينيّ، عبْر التركيز على دراسة المستعمِرين، وسيرورة التحوُّلات في السياسة والمجتمع الإسرائيليّ، وضرورة توحيد الجهد البحثيّ، وطرح مقاربات وأفكار مرتبطة بالواقعَيْن الفلسطينيّ والإسرائيليّ. وأشار د. شحادة إلى تعدُّد الأوراق المقدَّمة في اليوم الدراسيّ وتميُّزها، لافتًا -في المقابل- إلى وجود تصدُّع حقيقيّ في المجتمع الإسرائيليّ في الوقت الراهن لأنّ اليمين الإسرائيليّ يحاول الحسم. وعبّر عن أمله في أن يتحوّل اليوم الدراسيّ إلى فعّاليّة سنويّة تبغي دراسة المشهد الإسرائيليّ.

ورأى أمين سرّ مؤسَّسة "الدراسات الفلسطينيّة"، د. كميل منصور، أنّ أهمّيّة مشارَكة المؤسَّسات البحثيّة الأربع المنظِّمة للفعّاليّة لا تكمن في استمراريّة التعاون في ما بينها فحسب، بل كذلك في جعل المتابعة العلميّة للقضيّة الفلسطينيّة عمليّة معرفيّة تراكُميّة. وعبّر عن أمله في أن تُسهم الفعّاليّة في تشخيص العوامل العميقة التي أدّت إلى صعود اليمين المتطرّف إلى سُدّة الحكم في إسرائيل، قبل أن يطرح عددًا من التساؤلات حول الموضوع.

لمشاهدة فيديو اليوم الدراسي اضغط هنا

الاكثر قراءة